اكتب ما تود البحت عنه و اضغط Enter

الأحد، 11 ديسمبر 2022

من هو العربي الهداج ؟

 

العربي الهداج


من هو العربي الهداج ؟


ولد العربي الهداج بمنطقة أكرارو بجماعة اسايس اقليم الصويرة، سنة 1960م، بدأ حياته راعيا للغنم.

كانت أول بدايته في المجال الفني عندما بلغ 17سنة، حيث كان يعزف على آلة الناي بشكل فردي وتجول في عدد من أسواق المنطقة، قبل أن يلتقي بأهرامات فن الروايس منهم الرايس محمد اوتاوليكولت الذي جال برفقته معظم أرجاء منطقة "حاحا" مقيمين فيها سهرات، قبل ان يشدوا الرحال لعاصمتها مدينة الصويرة التي أقاموا فيها ما يعرف "بالحلقة"، قبل أن تنتهي محطته برفقته سنة 1978.

يقول العربي الهداج في أحد لقاءاته مع الفنان سعيد اوتجاجت، أن معلمه الحقيقي هو "تمارا" بمعنى الكد في العمل أي أن ما جعل منه فنانا هو كده واجتهاده في العمل، يقول العربي في ذات اللقاء أنه كان يتلقى توبيخا من والده عندما كان صغيرا فقد أراد والده أن يكون راعيا للغنم مثل أقرانه إلا أن ميولاته الفنية كانت حاجزا في استمراره في الرعي.

هذا القرار الذي اتخده العربي بعدم استمراره في الرعي جعل والده يتوسط له مع الرايس اوتاوليكولت لكي يرافقه ويتعلم منه أصول الغناء والعزف، لكن هذا الاخير رفض في البداية قبل أن يوافق على اصطحابه فيما بعد كما سبق ذكره.

التقى الفنان العربي بالفنان حماد اولهبيل "داهمو" وهو زوج اخته في أحد الحلقات التي كان يقيمها الفنان اولهبيل، وعبر له العربي عن رغبته في مرافقته في الحلقة، حيث قام الاثنان بعمل "الحلقات" في الأسواق والمواسم المتواجدة بالمنطقة، حتى وصلوا إلى سوس وكانت نقطة افتراقهم.

تعرف العربي بعد ذلك على الفنان محمد اعراب المعروف بـ "قيمرون" سنة 1980م الذي شاركه العديد من الأدوار سواء في الحلقة أو في الأفلام، أو حتى في الأعراس التي يتم استدعائهم إليها لتنشيطها، حيث كان لهذه الأعراس سبب في شهرتهما معا.

وقد شارك الهداج بعد لقاءه مع قيمرون في عدد من الحلقات التي كان يتم إحيائها في دواوير سوس والحوز رفقة مجموعة من الفنانين.

قام العربي الهداج بتسجيل أول شريطين صوتيين سنة 1984م، في أحد الاستوديهات بمدينة تيزنيت بقيمة 1500درهما، حيث سجل شريطا لوحده وشريط آخر برفقة محمد قيمرون.

وفي سنة 1984 سيكون له موعد آخر لتسجيل شريط جديد رفقة الفنان عبد الرحيم ايت الحافظ المعروف بـ "أكزوم"، ليعتزل العربي الحلقة ويتفرغ لتسجيل الأشرطة والأفلام.

كان أول شريط صوتي احترافي يسجله العربي الهداج بعنوان "تاسليت إجلان" والذي تم تسجيله في استوديو "صوت المعاريف" قبل أن يتحول إلى فيلم مرئي فيما بعد، وقد عرف هذا الشريط رواجا كبيرا.

العربي الهداج أمام الكاميرا

يقول العربي أن أول من فكر في إنتاج فيلمه هو صاحب استوديو صوت المعاريف المعروف بـ "با عمر" بين الفنانين والمطربين، حيث أخبره أنهم يستعدون لإستيراد تجهيزات التصوير وأن أول فيلم سيام تصويره هو "تاسليت إجلان"، كما أخبره أنه عليه البحث عمن يكتب له سيناريو الفيلم، لكي يجد العربي الفنان "محمد الزاوية" حيث قام باصطحابه إلى الاستوديو من جديد وأخبره برغبته بتسجيل الفيلم، ثم قام بإسماعه الشريط المسجل، وبعد استماعه للشريط وتفريغه قام الزاوية بكتابة سيناريو الفيلم وحواره، كما ساعده العربي على كتابة بعض حواره الذي سيأديه هو.

يقول العربي بعد سنة من التأخير أخبرني باعمر أنه سيسجل فيلما للرايس "اوطالب المزوضي"، وهو ما كان، حيث تم تسجيل أول فيلم بعنوان "ليتيهال أومغار"، ليخبره بعد ذلك أنه ترك أمر تسجيل الافلام لانه أصعب من تسجيل الأشرطة المسموعة وأخبره ان العقد الذي يربطه معه بقي لدى المخرج محمد مرنيش.

والتقى بعد ذلك العربي بمحمد مرنيش من أجل العقد والحديث عن فيلمه إلا أن العربي يقول أنه لم يعر فيلمي أي اهتمام، حتى أوصاه أحد الأشخاص يدعى "أفولكي" بالاهتمام بي ومد يد العون من اجل تسجيل فيلمي.

بعد أيام إلتقى العربي مجددا بالمخرج محمد مرنيش وأخبره أن المبلغ المدون في العقد مبلغ كبير ولا يستطيع سداده، فأخبره العربي أنه لا يريد الحديث عن المبلغ وأن ما يهمه الان هو الاشتغال على الفيلم، فوافق مرنيش على تصويره.

بعد الموافقة على تسجيل الفيلم دعا الهداج محمد قيمرون الذي لعب دور أخيه "المرضي" في الفيلم، فيما لعب العربي دور "المسخوط" وهو اللقب الذي بقي لصيقا به لسنوات، وذلك بعد الشهرة التي حققها الفيلم والتي فاقت التوقعات مما اضطره لتسجيل جزءه الثاني.

كان لفيلم تسليت إجلان دور في شهرة العربي الهداج وقد سجل العديد من الأفلام، من بينها :
  • بيكس ابكاس
  • يوس نجداس
  • بلحاج
  • بولمسايل
  • الفاميلا
  • بيجموعن
  • ساسبو
  • داموح
  • أمنزو دومازوز
  • أكلزيم غتافوكت
  • بوسلام اخراز
  • مبارك العواشير
  • والعديد من الأفلام التي لا يسع المجال لذكرها..
بعد سنوات من العطاء تعرض العربي الهداج للتهميش مثله مثل العديد من الفنانين المغاربة أمازيغا كانوا أو عربا، حيث يقول أنه لا يتوفر على بطاقة فنان، بالرغم من أنه طالب بها أكثر من 3 مرات، وأنه منخرط في 3 نقابات للفنانين، كما أنه طالب ببطاقة حقوق المؤلفين ولم يحصل عليها، كما عبر عن أسفه للتهميش الذي تعرض له من طرف وزارة الثقافة ومن طرف الذين استغلوا اسمه وفنه.

وعبر عن مدى سروره لوجود مواقع التواصل الاجتماعي التي فتحت الباب أمام الفنانين للعودة للساحة الفنية وربط جسور التواصل مع محبيهم، متمنيا أن تلعب دورا في إستعادة مكانتهم التي كانت لديهم.

جدير بالذكر أن العربي الهداج كان له دور في الجزء الثاني من فيلم بابا علي الذي تم عرضه على القناة الأمازيغية في رمضان 2022.

بقلم ابراهيم مدغنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق