اكتب ما تود البحت عنه و اضغط Enter

السبت، 5 نوفمبر 2016

مرضى القصور الكلوي يفضلون الموت على أن يتوجهوا إلى مستشفى محمد الخامس بأسفي

بقلم ذ.معاد اهليل

إنه لمن العار والخزي أن يعاني مرضى القصور الكلوي، ألم المرض وألم ذل المعاملة السيئة، وأن يتمنوا الموت على أن يتوجهوا إلى مستشفى محمد الخامس، وذلك أنهم يعانون الأمرين مع الطبيبة الاختصاصية في أمراض الكلي د.ل، التي تواصل طردهم بشكل تعسفي من مستشفى محمد الخامس، حيث أقدمت في أقل من شهر على طرد حالتين مستعجلتين كانتا بحاجة إلى غسل الكلي(الدياليز)، ولربما الحالة الثانية كانت أشد وأمر. 
ففي بادئ الأمر طردت السيد أحمد مكوان الذي يصارع الموت في مواجهة هذا المرض الفتاك، ودون رحمة انتهرته وأمرته بعدم العودة إلى مستعجلات مستشفى محمد الخامس لأنها لن تقبله من جديد، في حين كانت الطبيبة السيدة غريب التي تشتغل معها في نفس القسم تنظر إلى الرجل بعين الرحمة، وتقوم بعملية الغسل الكلوي كلما دعت الضرورة، في انتظار أن يعثر السيد أحمد مكوان على مكان قار للعلاج. ونحيط علم الرأي العام أن السيد أحمد مكوان سقط طريح الفراش، بسبب مرض القصور الكلوي، ولم يجد يد العون أو الدعم في مدينته آسفي. مما جعله يتوجه إلى مدينة مراكش التي تلقى فيها العناية اللازمة، بمستشفى لالة سلمى طيلة مدة احتياجه للعناية الفائقة. وبعد تجاوزه مرحلة الخطر، تم إخباره --بضرورة الرجوع إلى مدينته آسفي التي سيواصل فيها باستمرار عملية غسل الكلي. وهنا ستبدأ رحلة المعاناة. فبعد قدومه إلى آسفي لم يلق أي عناية، بل بالعكس تماما، فكلما دخل إلى مستشفى محمد الخامس تعرض للإهانة وتمنى الموت العاجل ليستريح من الذل الذي يتعرض له كلما وطئت قدماه هذه البقعة المقدسة، التي تعتبر في الأصل مصدر الأمل في الحياة. وبعد طرده تم ربط الاتصال بالسيد الطبيب الرئيسي خالد إعزى، الذي تدخل بكل أمانة لإنقاد الحالة، وكذا معه الدكتورة غريب مشكورة.  
   أما الحالة الثانية، فهي أشد وأمر، وذلك أن أمًّا عجوزا في خريف العمر، تم نقلها إلى قسم المستعجلات على وجه السرعة، وقد كانت في حالة مزية تستدعي غسل الكلي بسرعة، غير أن الدكتورة الفاضلة التي كانت ديمومتها يوم السبت 05/11/2016، طلبت المستحيل، وهو إجراء فحص دموي لنسبة البوتاسيوم في الدم(تحليلة البوتاسيوم)، مع العلم أن مختبر مستشفى محمد الخامس لا يتوفر على هذا الفحص، والمختبرات الأخرى في عطلة نهاية الأسبوع. فما كان إلا أن عادت المسكينة أدراجها، لتواجه مصيرها المجهول، الذي نرجو الله أن لا يكون نبأ وفاتها.

وفي انتظار تدخل رسمي يحد مثل هذه الممارسات التي ذمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ودعا إلى معاقبة مرتكبيها، ندعو السيد المندوب الإقليمي وكذا مسؤولي قطاع الصحة بأسفي، إلى التدخل العاجل والرحيم، لإنقاد شريحة واسعة من المتضررين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق