اكتب ما تود البحت عنه و اضغط Enter

الأربعاء، 7 يونيو 2017

رابطة علماء المغرب العربي تصدر بيانا حول الأزمة الجديدة في الخليج ومقاطعة بعض الدول لقطر



بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد تابعنا في رابطة علماء المغرب العربي ببالغ الأسف والأسى ما آلت إليه أوضاع الأمة من ضعف وهوان وتشتت وتشرذم بلغ حدا يذكرنا بأزمنة الانحطاط والتخلف، كما في عهد ملوك الطوائف.
فبعد مسلسل التسلط الدموي الرافضي على العراق والمحرقة التي أدارها المجرم السفاح بشار الأسد في بلاد الشام، هاهي دول الخليج تستدرج بشكل فظيع وخطير جدا إلى عمل غير لائق يزرع الخلاف المحرم شرعا بين الأشقاء وأفراد الأسرة الواحدة مما قد يعصف بأمن الأمة ويوسع دوائر الصراع داخلها ويؤدي للعبث بمقدساتها ومقدراتها..
وإننا إذ نعبر عن شديد قلقنا تجاه ما حدث وإنكارنا المطلق له فإننا نذكر العقلاء والرشداء وأصحاب الضمائر الحية والتدين الصادق من أشقائنا في دول الخليج كلها بقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال: 46] وبما ورد في صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ، يَقُولُ:((إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ))، ونذكرهم كذلك بالنصوص الشرعية الكثيرة الأخرى المؤكدة على وجوب مراعاة حق الأخوة والجوار..
ونؤكد للجميع أن كل ما يحدث في هذ الاتجاه الخاطئ المقيت إنما يصب في مصلحة العدو الصهيوني والصفوي المتربص بالأمة العداء والعدوان.
وإن الرابطة لتدعوا الجميع دون استثناء إلى الوعي بخطورة المرحلة وتفويت الفرصة على الأعداء لتجنيب المنطقة مزيدا من الحروب والمآسي التي تعصف بمقوماتها الاجتماعية والدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية وتعبث باستقرارها وأمنها وقد لا يسلم من شررها أحد لا قدر الله..
كما نؤكد على التالي:
  • أن يتحمل مجلس التعاون الخليجي مسؤولياته دون تأخير للقيام بمهمة رأب الصدع ولم الشمل وحل القضية وتجاوز الخلاف وإعادة الحق إلى نصابه والأمور إلى مجراها الطبيعي.
  • أن تعي الشعوب المسلمة ما يراد بها من مخاطر التمزيق والتشتيت لتمكين المتربصين الصهاينة والصفويين وغيرهم من أعداء الأمة من مزيد التوسع والهيمنة وسرقة الثروات والمكتسبات.
  • كما تنبه الرابطة العلماء وتحذرهم من مغبة التواني في بيان الحق للأمة والنصح لها حكاما وشعوبا لاسيما في مثل هذه الأوقات العصيبة التي يقتضي الواجب الشرعي فيها فضح كل ظالم أو خائن أو معتدي يسعى لضرب ثوابت الأمة والمساس بوحدتها وتآخيها..
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
‏‏اللهُم اجمع شمل أمتنا ووَحد على الحق كلمتنا واحفظ شعوبنا وأوطاننا من الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن، اللهم لا تشمت بنا الأعداء وأصلح الأحوال وألِف بين القلوب يا رب العالمين.
الأمانة العامة لرابطة علماء المغرب العربي. بتاريخ الأربعاء 12 رمضان 1438ﻫـ الموافق 07 جوان/يونيو 2017م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق